هو الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي ، مؤسس الدولة البوسعيدية ، ولد في حي الجامع بولاية أدم ، في 25 رجب 1105هـ / 20 مارس 1694م.
دخل أحمد بن سعيد الحياة السياسية عام 1147هـ / 1734م بانضمامه إلى الإمام سيف بن سلطان الثاني اليعربي ، الذي أرسله بمهمة إلى الأحساء ، كما عينه مستشارًا عام 1149هـ / 1736م ، ثم سلمه إدارة ميناء صحار عام 1150هـ / 1737م ، وصار واليًا على صحار.
وفي عهد الإمام سلطان بن مرشد اليعربي ؛ ظل أحمد بن سعيد واليًا على صحار ، وحين حاصرها الفرس تصدى لهم ، وأرغمهم على عقد صلح معه ، وفك الحصار عن صحار مقابل جزية يدفعها سنويًا.
تمكن أحمد بن سعيد من طرد الفرس من مسقط ، وطاردهم حتى بندر عباس ، وقد أكسبه ذلك رضا الناس ، فتولى إمامة عمان في 22 جمادى الآخرة 1162هـ / 9 أغسطس 1749م.
اتخذ الإمام أحمد بن سعيد من الرستاق عاصمة لحكمه ، ثم سيطر على سمائل وإزكي ونزوى وبهلا ، وأعاد إعمار مسقط ومطرح بعد التدمير الذي حدث فيهما بسبب الغزو الفارسي.
عمل الإمام أحمد بن سعيد على نشر الأمن وحفظ النظام في عمان ، وأنشأ لذلك شرطة من العمانيين والأفارقة ، وأعاد إعمار القلاع والحصون والأبراج لتحصين التعزيزات العسكرية.
نجم عن الاستقرار الأمني خلال عهد الإمام أحمد بن سعيد ازدهار الموانئ العمانية ، خصوصًا ميناء مسقط ، الذي توجه إليه التجار الذين هجروا ميناء بندر عباس ؛ ليمارسوا تجارتهم في مكان حر في ممارسة التجارة والشعائر الدينية.
وعرفت مسقط بتجارة العبور ؛ أي أن السفن تحمل إلى ميناء مسقط البن من الحبشة واليمن ، لتعود السفن العمانية وتنقله إلى البصرة.
واهتم الإمام أحمد بن سعيد بالزراعة والاقتصاد ، فوسع الأفلاج ، وشجع زراعة المحاصيل ، وأوجد مداخيل مالية ، مثل جابي الضرائب ( لتحصيل الرسوم من الأراضي ورؤوس الحيوانات ) وقابض العشور ( لتحصيل الرسوم من التجارة في الموانئ ) والوكيل ( لتحصيل الرسوم من السفن في الميناء ) وقلم الحساب ( لتدقيق السجلات المالية وحساب العشور والرسوم على البضائع والسفن في الميناء )، وكانت المحمدية هي العملة السائدة في عمان ، ثم استعمل الدولار النمساوي ( ريال ماريا تريزا ) منذ عام 1164هـ / 1751م.
قرب الإمام أحمد العلماء ؛ ليستشيرهم في شؤون الحكم ومنه الشيخ الفقيه حبيب بن سالم أمبوسعيدي ، وامتدح مجموعة من الشعراء صفاته وإنجازاته ، وجمع الشاعر والمؤرخ ابن رزيق ديوانًا مما قيل في مدحه سماه " سلة الأنام في مدح الإمام ".
توفي الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في الرستاق ، يوم الإثنين 19 المحرم 1198هـ / 14 ديسمبر 1783م ، ودفن في محلة بيت القرن بالقرب من قلعة الرستاق.
المصدر :
1- الموسوعة العمانية للناشئة ، وزارة الثقافة والرياضة والشباب ، 2024 ، المجلد الثالث ، الصفحة 18-19
2- وكالة الأنباء العمانية ، https://omannews.gov.om/pages/161/show/780
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق